!§. أنا أنا الكلب نبّوح .. وبهذا السرّ أبوح .§!

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
رامي لا يعرف كيف صرت صديقه، أنا الكلب "نبّوح". و أنا أحب صديقي
رامي . دائمًا احرسه، أحافظ على أرضه و أمنع اللصوص من السرقة، الغرباء
يخافون مني، و أهل الحارة يحبونني .

أغراض رامي في أمان، لا احد يقترب منها عندما أكون قربها . و أنا أريده أن
يعرف كيف حتى صرت صديقه .

ذات مرة كان رامي في الشرفة مع أصدقائه يلعبون ويأكلون البطيخ و يتحدثون
عن العطلة، عن السباحة و عن الحر . كان الفصل صيفا وحارا جدا، وكنت
أنا مسترخيا في ساحة الدار، أحاول أن أنام في الظل . و كان الأصدقاء فرحين
يتضاحكون . كانت أمه تحضر لهم الشراب البارد اللذيذ مع الثلج و كان
أبوه يحضر كعكة شهية، كانت هذه هواية والده .

و فجأة.. رأيتها . أطلت برأسها من خلف الدرجة، لونها اسود مخلوط بالأصفر،
عرفت أنها خطيرة . بدأت تتلوى و تتمدد على الدرج، تحاول تسلق الدرجة
الأعلى و كانت في طريقها إليهم . صارت مثل الحبل الطويل، امتدت بين درجتين .
ظننت أنني احلم، لأني كنت اشعر بالنعاس و كم ارغب بأن أغفو .
لكن عيني كانتا مفتوحتين تراقبان الطريق .

لكن هذا المنظر أزعجني، كانت تزحف ببطء و صارت تقترب منهم . إنها السامة
الأفعى .. الخطيرة، انتفضت أنا الكلب نبوح الأمين . حان الوقت لأقوم بدوري،
نبحت بصوت عال : عو ..عو .. ضحك رامي وأصحابه علي، ازدادت عصبيتي
و ارتفع نباحي، خفت أن تقترب الأفعى السامة منهم لأنهم أصدقائي . و هم
لم يلاحظوا وجودها اشتد نباحي . خفت أن تصلهم الأفعى السامة و تلدغهم،
عو .. عو .. تواصل نباحي قلقا و تحذيرا .

كانت الأفعى تقترب أكثر و أكثر، و صديقي رامي لا يفهم لغتي .. يجب أن أتصرف
و امنعها من الاقتراب منكم حتى لو عرضت نفسي للخطر . قفزت من فوقها
بسرعة، كدت أدوس على رأسها و كانت تحاول أن تلدغني، منعتها أن تقترب من
رامي أبعدتها عنه بقدمي . واصلت النباح، و قفزتي الفجائية نبهتهم للخطر
فصرخ الأولاد برعب .

والد رامي الذي كان في المطبخ أتى بسرعة و أمه أيضا حضرت، و أسرع إلينا الجيران
أبو هاني و أم وائل و ياسمين . لم يعرفوا ما الأمر، تزحلقت الأفعى على البلاط
و حاولت الهروب، أحضر أبو هاني عصا من نوع خاص، حشرها في الزاوية و أمسكها
استغربت . سمعتُ من الأولاد لاحقا أن أبو هاني يعمل في هذه المهنة، إنه يمسك
الأفاعي . تجمع الأولاد لمشاهدة الأفعى الخطيرة التي أمسكها جارنا أبو هاني
من رقبتها، لم ينتبهوا الي .

شعرت انه كاد يغمى علي، فاستلقيت على الأرض من شدة الألم لأن الأفعى لدغتني لدغة
خفيفة . رامي انتبه الي، لم يذهب معهم أتى إلي و داعبني، وضع يده على رأسي
و تحسس شعري، كأنه يريد أن يشكرني . نظر إلى عيني بابتسامة جميلة لم أشاهد
مثلها في حياتي، مددت لساني بدلال و طويت عنقي . ثم أخذني الى الطبيب
و عالجني، شفيت و عدت الى البيت معززا مكرما .

منذ ذلك الحين صار كلّ أولاد الحارة يحبونني و صرت صديق الجميع،
و شعرت أنني اسعد كلب في الدنيا .

شكرا

*!§. أنا أنا الكلب نبّوح .. وبهذا السرّ أبوح .§!*

!§. أنا أنا الكلب نبّوح .. وبهذا السرّ أبوح .§!